المبادرة الوطنية للتنمية البشرية
لمملكة المغربية
وزارة
التربية الوطنية
والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي
قطاع التربية الوطنية
مذكرة
رقم : 76
إلى السيدات و السادة
مديرة و مديري الأكاديميات الجهوية
للتربية و التكوين
نائبات و نواب الوزارة
الموضوع
: المبادرة الوطنية للتنمية البشرية
سلام تام بوجود مولانا
الإمام المؤيد بالله،
و بعد، ففي إطار تفعيل
" المبادرة الوطنية حول التنمية البشرية" التي أعلن عنها صاحب الجلالة
في خطابه السامي بتاريخ 18 ماي 2005، و المندرجة ضمن رؤية شمولية تشكل قوام
مشروعنا المجتمعي ، المرتكز على مبادئ الديمقراطية السياسية، و الفعالية
الاقتصادية، و التماسك الاجتماعي، و العمل و الاجتهاد، و تمكين كل مواطن من
الاستثمار الأمثل لمؤهلاته و قدراته لاستكمال بناء صرح الوطن، و توطيد أركانه، و
تحصين مكتسباته لتجاوز كل العوائق الاجتماعية من حالات الفقر و التهميش، و لتحقيق
الكرامة الإنسانية للمواطنات و المواطنين المغاربة و تأهيلهم اجتماعيا، و إشباعهم
بروح تكرس لديهم قيم المواطنة الأصيلة الفاعلة و الصادقة للانخراط في التحولات
التي يعرفها العالم بإيجابية ووعي يقيهم مختلف الانزلاقات، و يعكس إيمانهم القوي
بعبقرية الإنسان المغربي، و بقدرته على الابتكار و الاجتهاد و الالتزام و التعبئة،
لرفع التحديات في اتجاه تحقيق التنمية البشرية المستدامة بجد و أمل ؛
و انطلاقا من تأكيد جلالته
على الدور الحاسم لمنظومة التربية و التكوين باعتبارها رافعة أساسية للتعبئة و
الإدماج الاجتماعي لتحقيق هذه المبادرة الوطنية النبيلة؛
و استعدادا لانخراط الوزارة
بمختلف مكوناتها ضمن المخطط الحكومي لترجمة التوجيهات الملكية السامية إلى خطط و
برامج عمل، على المدى القريب و المتوسط و البعيد، في مجالات التنمية البشرية التي
تدخل ضمنها تنمية التمدرس و الارتقاء بجودة الخدمات التربوية، و محو الأمية، و
توسيع قاعدة المستفيدين من التربية غير النظامية و الاهتمام بالأطفال ذوي الحاجات
الخاصة من جهة، و المساهمة مع القطاعات الحكومية الأخرى في مجالات التنمية البشرية
الخاصة بها من جهة أخرى؛
و عملا على تجنيد كل
الطاقات و توظيف كل الإمكانيات و الموارد الممكنة لبلورة هذه المبادرة الرائدة؛
يشرفني أن أدعو السيدات و
السادة مديرة و مديري الأكاديميات الجهوية للتربية و التكوين،
و نائبات و نواب الوزارة إلى إعداد العدة اللازمة لفتح أوراش جديدة في اتجاه دعم
و توسيع دائرة الخدمات التربوية في الجماعات و الأحياء الفقيرة التي أكد
عليها الخطاب الملكي السامي.
و لهذه الغاية، يتعين العمل
في الاتجاهات التالية:
× تشخيص الوضعية الحالية في مجالات تنمية التمدرس، و الارتقاء بجودة
الخدمات التربوية، و محو الأمية، و توسيع قاعدة المستفيدين من التربية غير
النظامية بشكل دقيق في كل جماعة قروية او حضرية، و رصد أسباب كل تأخر في تحقيق هذه
الأهداف، ووضع الحلول اللازمة لمعالجتها مرتبة حسب طبيعتها و حسب الأولويات، و
درجة الاستعجال في تطبيقها،
× و في هذا الصدد، يمكن الرجوع إلى الوثائق المعتمدة في منتديات الإصلاح
في مجال الارتقاء بالتعليم على سعيد المؤسسة التعليمية و استثمار النتائج التي تم
استخلاصها على المستوى المحلي لضبط الحاجيات وترتيب الأولويات، انطلاقا من المشروع
الخاص بكل مؤسسة ؛
× عقد اجتماعات للجان المجالس الإدارية للأكاديميات الجهوية للتربية و
التكوين، قبل متم شهر يوليوز 2005 لتقديم نتائج التشخيصات المنجزة، و ذلك
لاعتمادها في عمليات قابلة للتنفيذ، و مرتكزة على برنامج عمل و خطة إنجازه و تتبعه
و تقويمه، بمشاركة مختلف الأطراف و الجهات المعنية، وفق مقاربة متكاملة ومستدامة
تعمل على تعبئة كل المعاملات و العاملين في القطاع، و انخراط فاعل لكل الشركاء
الاجتماعيين و الاقتصاديين، و الفعاليات الثقافية و الفكرية والإبداعية، و لتحقيق
هذا المشروع النبيل ارتكازا على مبادئ حسن التدبير من مسؤولية و شفافية و قواعد
الاحترافية المطلوبة في هذا المضمار، مع الحرص على أن يوجه الفائض من الاعتمادات
في أي مجال من المجالات لدعم هذا المشروع.
×رصد التجارب الناجحة في مجال توفير الخدمات التربوية لذوي الحاجات
الخاصة على المستوى الإقليمي و الجهوي من أجل توسيع الاستفادة منها ؛
× تحديد أشكال و أساليب التدخل لمعالجة القضايا التي تم
تشخيصها، و طبيعة و حجم الإمكانيات اللازمة بمجالات التنمية البشرية في الجماعات و
الأحياء الفقيرة المعنية، و ذلك انطلاقا من الدخول المدرسي 2006-2005.
× الدعوة إلى عقد اجتماعات لمجالس التدبير بالمؤسسات التعليمية
بمشاركة جميع أعضائها، قبل نهاية السنة الدراسية الحالية، لتوضيح أدوار الفعاليات
و الشركاء المحليين في إنجاز مشروع المؤسسة، ووضع برنامج عمل لإنجاز مختلف مكوناته
وفقا للأولويات التي تم تحديدها؛
و سعيا إلى توفير كل
الضمانات اللازمة لنجاح المبادرة الوطنية للتنمية البشرية خاصة في الجماعات و
الأحياء الفقيرة، أدعو السيدات و السادة مديرة و مديري الأكاديميات الجهوية
للتربية و التكوين، و نائبات و نواب الوزارة، و كافة الأطر على المستويات الجهوية
و المحلية إلى إلى اعتماد منهجية مندمجة و تشاركية تتوخى تحقيق ما يلي :
P الانخراط مع القطاعات الحكومية و منظمات
المجتمع المدني، و الشركاء الاقتصاديين و الاجتماعيين في خطط وبرامج مندمجة تستجيب
للطابع الشمولي للتنمية الاجتماعية ؛
P تعبئة الأسرة التعليمية التعليمية
لتقوم، كعادتها في مناسبات متعددة، بمبادرات
و مساهمات هادفة ووازنة، خاصة في مجالي محو الأمية و توسيع قاعدة المستفيدين
من التربية غير النظامية؛
P تعبئة آباء و أمهات التلميذات و
التلاميذ، من خلال جمعياتهم، في التعليم الابتدائي و في سلكي التعليم الثانوي لدعم
الأسرة التعليمية و الانصهار معها في تنفيذ الخطط و البرامج التي ستضعها للارتقاء
بمختلف مجالات التنمية البشرية؛
P تعيين لجان دائمة من هيأة التفتيش في
مختلف المجالات من أجل تأطير و مواكبة مختلف العمليات، ووضع شركة لتبع تنفيذها، و اقتراح جميع
أنواع التدخل الممكنة لتجاوز كل تعثر أو خلل، مع مدها بوسائل العمل الضرورية التي
تمكنها من الحضور المنتظم في الميدان.
و نظرا لأهمية أوراش
المبادرة الوطنية حول التنمية البشرية، و أهمية تعبئة كل الطاقات البشرية و
الموارد المادية المتوافرة و الممكن توفيرها، فإنه ينبغي اتخاذ الاستعدادات و
التدابير اللازمة لجعل شعار الدخول المدرسي المقبل:"جميعا من أجل إنجاح
المبادرة الوطنية للتنمية البشرية "
و تبعا لذلك، فإنه يرجى من
السيدات و السادة مديرة و مديري الأكاديميات الجهوية للتربية و التكوين و نائبات و
نواب الوزارة إعداد مخطط محكم للتواصل و اسهر على عقد لقاءات تخصص لتقديم مضمون
الخطاب الملكي السامي لنختلف فئات المتدخلين، و شرح أهدافه النبيلة من أجل تعبئتهم
و تحديد مجالات تدخلهم.
و ستنظم الوزارة في الأيام
القليلة المقبلة لقاء لاستخلاص مختلف أشكال مساهمة جميع مكونات القطاع في بلورة
الخطة الوطنية لتنفيذ المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
و إن الأمل لمعقود على جميع
الفعاليات التربوية لتوظيف كل طاقاتها و ابتكار أنجع الأساليب و الحلول للتجاوب مع
المبادرة المولوية السامية في التنمية البشرية، و إعطاء إصلاح المنظومة التربوية
نفسا جديدا يمكنها من رفع التحديات المطروحة عليها، و السلام.
وزير
التربية الوطنية و التعليم العالي
و تكوين
الأطر و البحث العلمي
حبيب
المالكي